غزا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرة فنزل وحده تحت شجرة يستظل بها ,
وعلق سيفه , فأتاه أعرابي فسل عليه السيف , وقال له : يا محمد , من يمنعك مني ؟
فلم يرتعد النبي بل قال له : الله . فعملت الكلمة عملها في نفس الأعرابي فسقط السيف من
يده .
فسله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وقال : من يمنعك مني ؟ قال : لا أحد . قال : تشهد أن لاله الا الله
وأني رسول الله ؟ قال : لا ولكني أعاهدك ألا أقاتلك , ولا أكون مع قوم يقاتلونك ... فخلى
سبيله .
دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو جالس على حصير ,
وقد أثر في جنبه الشريف . فبكى عمر , فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : ما يبكيك ؟
قال : ذكرت كسرى وقيصر وما هما عليه من الدنيا , وأنت رسول الله قد أثر الحصير في
جنبك . فقال له (صلى الله عليه وسلم) : أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا .
تواضع النبي ( صلى الله عليه وسلم )عن جرير بن عبدالله أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) من بين يديه , فاستقبلته رعدة ( لهيبة النبي )
فقال له : هون عليك , فاني لست بملك , انما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد .
دخل ابن عباس على عائشة رضي الله عنهما فقال : أرأيت الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده ,
وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده , أيهما أحب اليك ؟فقالت سألت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )كما سألتني
عنه , فقال : أحسنهما عقلا , قلت : يا رسول الله أسألك عن عبادتهما ,
فقال : يا عائشة انما يسألان عن عقولهما , فمن كان أعقل كان أفضل في الدنيا والآخرة